المنتدى : :: الصدى الإسلامي ::
اسم الله الرؤوف
الرؤوف اسم ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتعلق بأسماء الله الحُسنى ، فهو اسم من أسماء الله الحُسنى .
الرؤوف في اللغة شديد الرحمة ، والرأفة أشد من الرحمة ،
أو شدة الرحمة ، ورأف به أي أشفق عليه من مكروه يحل به ، والرأفة في اللغة نهاية الرحمة ،
والرأفة من الله دفع السوء .
فما الفرق بين الرحيم والرؤوف؟
إن حلّت المصيبة فإن الله سبحانه وتعالى رحيم بهذا الإنسان ، أما رأفته فتقتضي أن يبعد عنه كل سوء
قبل أن تحل به المصيبة ، وأحياناً فاسم الرؤوف متعلق بالوقاية ، واسم الرحيم متعلق بالعلاج ،
والله سبحانه وتعالى لشدة رحمته رؤوف ،
ومن لوازم رأفته أنه يحمل العبد على التوبة قبل أن يقع في المعصية ،
وحينما يقع في المعصية يستوجب العقاب ، والآن تقتضي رحمته أن يرفع عنه العقاب .
الرأفة شدة الرحمة ، وهي أشد من الرحمة ، ورأف به أشفق عليه من مكروه يحل به ،
والرأفة نهاية الرحمة ، والرأفة من الله دفع السوء ،
لذلك قيل ، إن الرؤوف من أسماء الله هو المتعطف على المذنبين بالتوبة .
اي ان الرحمة بعد ان تقع المصيبة
اي ان العاصي ان عصى الله وجب عليه العقاب من الله والعقاب هو رحمة الله به
واما الرافة هي ان يدفع عنه المصاب
اي وقايه له من المصيبة اي بمعنى اخر ان الرحمة علاج والرافة وقاية
ويرى بعض العلماء أن الرؤوف بمعنى الرحمة مع المبالغة ،
أي شدة الرحمة ، والمبالغة بالرحمة هي الرأفة ، وما زلنا في ضرب الأمثال ؛
فالأمهات جميعهن يعطفن على أولادهن ،
إلا أن هناك بعض النساء عندهن فرط رحمة بأولادهن ، أي مبالغة ،
فالإمام القشيري يرى أن الرأفة شدة الرحمة ، أي هي رحمة في أعلى مستوى .
قال : " من رحمة الله بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته "،
لذلك فالله عز وجل يحذّر وينذر.
وأنت مُخير فإذا إخترت السوء حال بينك وبينه ، ونبهك ،
وأنذرك وحذرك وخوفك ، وأرسل إليك من يدلك على الصواب ،
وأراك في المنام شيئاً مخيفاً ، أما إذا أصررت على الخطأ
فعندئذ يطلقك إليه ثم تأتي رحمته ورحمته كمبضع الجراح ،
ورأفته كالمعالجة الفيزيائية ، والحمية والرياضة
و هذه تحول بينك وبين المرض لكن رحمته تشفيك منه و قد تكون قاسية ،
فاسمها رحمة لكنها علاج ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
(الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض
واسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه،
ومن الناس من يجادل الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)(سورة لقمان)
والنعم الظاهرة لا اختلاف فيها ،
لكن النعم الباطنة هي الشدائد التي يسوقها الله عز وجل للإنسان ليحمله على التوبة ،
وكم من إنسان اصطلح مع الله عز وجل إثر شدة باطنة ،
و خوف شديد ، و مرض كبير ، و ضائقة مالية خانقة ،
وعلى إثر هذه الشدائد تُحل العقد ، ويصطلح الإنسان مع الله ،
فالحيلولة بين الإنسان وبين أن ينحرف رأفة ،
أما إذا أصر على الانحراف فمعالجته وهو منحرف رحمة ،
والله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم
(ان الله لرؤوف رحيم) سورة البقره الاية 143
والإمام الرازي رحمه الله تعالى يفرق بين اسم الرؤوف واسم الرحيم ،
فيقول : واعلم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة في الآيات التي تلوناها ،
وهذا يقتضي وقوع الفرق بينهما ،
وأيضاً أينما ذكر الله تعالى هذين الوصفين قدم الرأفة على الرحمة ،
فلابد من بيان الفرق بين الوصفين ،
والفرق هو أن الرحيم في الشاهد إنما يحصل لمعنى في المرحوم من فاقة وضعف وحاجة ،
والرأفة تطلق عندما تحصل الرحمة في الفاعل من شفقة على المرحوم .
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ، والله رؤوف بالعباد) سورة البقره الاية207
والآن ما الأدب الذي ينبغي أن نتأدب به مع اسم الرؤوف ؟ :
أولا : ينبغي أن نكثر من ذكر هذا الاسم كي نحب الله عز وجل لأن الله أسماؤه حُسنى ،
وصفاته فُضلى ،
وكلما ذكرنا أسماءه الحُسنى مال القلب إليه واشتاق العبد إلى لقياه
فمن الأدب أن نكثر من ذكر هذا الاسم .
والشيء الثاني :
أن نتخلّق بأخلاق الله فنحول بين الناس وبين أن يعصوا ربهم ،
ونستخدم الأسلوب الوقائي لا العلاجي ، وأقرب شيء الأولاد ،
فقبل أن يقع الابن في مشكلة ويمد الأب يده لينقذه هناك شيء أهم من ذلك ،
أن تحول بينه وبين أن يقع في هذه المشكلة ،
فالتربية الوقائية هي التخلق بأخلاق الله عز وجل ،
فبين أن تربي ابنك تربية علاجية وبين أن تربيه تربية وقائية ،
هناك فرق بين الرأفة والرحمة ،
لذلك تخلّق بأخلاق الرؤوف وحل بين الناس وبين أن يقعوا في مشكلة .
وقد ورد في بعض الأدعية ؛
اللهم أنت الرؤوف وقد انجذبت إليك القلوب بحسن العواطف وأنت الرحيم
أحاطت رحمتك بالطائع والمخالف أشرق على قلبي بنور الرؤوف الحنان
واجعلني أعطف على جميع بني الإنسان ،
فأستغفر للمذنبين ، وأحب الهدى للكافرين ،
وأتمنى التوبة للعاصين ، وأطلب الوسعة للمحتاجين ،
فأنال قسطاً وافراً من ميراث سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم إنك على كل شيء قدير .
أيها الإخوة ، هذه الدروس دروس أسماء الله الحُسنى لها هدفان كبيران ،
الأول أن تعرف الله ، والثاني أن تتخلق بأخلاقه ، الأول أن تعظمه ،
والثاني أن تسمو إليه ، الأول أن تعرفه والثاني أن تكون كاملاً ،
متخلقاً بهذه الأسماء حتى تستحق جنة الله عز وجل .
والحمد لله رب العالمين
اسم الله الرؤوف
الرؤوف اسم ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتعلق بأسماء الله الحُسنى ، فهو اسم من أسماء الله الحُسنى .
الرؤوف في اللغة شديد الرحمة ، والرأفة أشد من الرحمة ،
أو شدة الرحمة ، ورأف به أي أشفق عليه من مكروه يحل به ، والرأفة في اللغة نهاية الرحمة ،
والرأفة من الله دفع السوء .
فما الفرق بين الرحيم والرؤوف؟
إن حلّت المصيبة فإن الله سبحانه وتعالى رحيم بهذا الإنسان ، أما رأفته فتقتضي أن يبعد عنه كل سوء
قبل أن تحل به المصيبة ، وأحياناً فاسم الرؤوف متعلق بالوقاية ، واسم الرحيم متعلق بالعلاج ،
والله سبحانه وتعالى لشدة رحمته رؤوف ،
ومن لوازم رأفته أنه يحمل العبد على التوبة قبل أن يقع في المعصية ،
وحينما يقع في المعصية يستوجب العقاب ، والآن تقتضي رحمته أن يرفع عنه العقاب .
الرأفة شدة الرحمة ، وهي أشد من الرحمة ، ورأف به أشفق عليه من مكروه يحل به ،
والرأفة نهاية الرحمة ، والرأفة من الله دفع السوء ،
لذلك قيل ، إن الرؤوف من أسماء الله هو المتعطف على المذنبين بالتوبة .
اي ان الرحمة بعد ان تقع المصيبة
اي ان العاصي ان عصى الله وجب عليه العقاب من الله والعقاب هو رحمة الله به
واما الرافة هي ان يدفع عنه المصاب
اي وقايه له من المصيبة اي بمعنى اخر ان الرحمة علاج والرافة وقاية
ويرى بعض العلماء أن الرؤوف بمعنى الرحمة مع المبالغة ،
أي شدة الرحمة ، والمبالغة بالرحمة هي الرأفة ، وما زلنا في ضرب الأمثال ؛
فالأمهات جميعهن يعطفن على أولادهن ،
إلا أن هناك بعض النساء عندهن فرط رحمة بأولادهن ، أي مبالغة ،
فالإمام القشيري يرى أن الرأفة شدة الرحمة ، أي هي رحمة في أعلى مستوى .
قال : " من رحمة الله بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته "،
لذلك فالله عز وجل يحذّر وينذر.
وأنت مُخير فإذا إخترت السوء حال بينك وبينه ، ونبهك ،
وأنذرك وحذرك وخوفك ، وأرسل إليك من يدلك على الصواب ،
وأراك في المنام شيئاً مخيفاً ، أما إذا أصررت على الخطأ
فعندئذ يطلقك إليه ثم تأتي رحمته ورحمته كمبضع الجراح ،
ورأفته كالمعالجة الفيزيائية ، والحمية والرياضة
و هذه تحول بينك وبين المرض لكن رحمته تشفيك منه و قد تكون قاسية ،
فاسمها رحمة لكنها علاج ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
(الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض
واسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه،
ومن الناس من يجادل الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)(سورة لقمان)
والنعم الظاهرة لا اختلاف فيها ،
لكن النعم الباطنة هي الشدائد التي يسوقها الله عز وجل للإنسان ليحمله على التوبة ،
وكم من إنسان اصطلح مع الله عز وجل إثر شدة باطنة ،
و خوف شديد ، و مرض كبير ، و ضائقة مالية خانقة ،
وعلى إثر هذه الشدائد تُحل العقد ، ويصطلح الإنسان مع الله ،
فالحيلولة بين الإنسان وبين أن ينحرف رأفة ،
أما إذا أصر على الانحراف فمعالجته وهو منحرف رحمة ،
والله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم
(ان الله لرؤوف رحيم) سورة البقره الاية 143
والإمام الرازي رحمه الله تعالى يفرق بين اسم الرؤوف واسم الرحيم ،
فيقول : واعلم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة في الآيات التي تلوناها ،
وهذا يقتضي وقوع الفرق بينهما ،
وأيضاً أينما ذكر الله تعالى هذين الوصفين قدم الرأفة على الرحمة ،
فلابد من بيان الفرق بين الوصفين ،
والفرق هو أن الرحيم في الشاهد إنما يحصل لمعنى في المرحوم من فاقة وضعف وحاجة ،
والرأفة تطلق عندما تحصل الرحمة في الفاعل من شفقة على المرحوم .
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ، والله رؤوف بالعباد) سورة البقره الاية207
والآن ما الأدب الذي ينبغي أن نتأدب به مع اسم الرؤوف ؟ :
أولا : ينبغي أن نكثر من ذكر هذا الاسم كي نحب الله عز وجل لأن الله أسماؤه حُسنى ،
وصفاته فُضلى ،
وكلما ذكرنا أسماءه الحُسنى مال القلب إليه واشتاق العبد إلى لقياه
فمن الأدب أن نكثر من ذكر هذا الاسم .
والشيء الثاني :
أن نتخلّق بأخلاق الله فنحول بين الناس وبين أن يعصوا ربهم ،
ونستخدم الأسلوب الوقائي لا العلاجي ، وأقرب شيء الأولاد ،
فقبل أن يقع الابن في مشكلة ويمد الأب يده لينقذه هناك شيء أهم من ذلك ،
أن تحول بينه وبين أن يقع في هذه المشكلة ،
فالتربية الوقائية هي التخلق بأخلاق الله عز وجل ،
فبين أن تربي ابنك تربية علاجية وبين أن تربيه تربية وقائية ،
هناك فرق بين الرأفة والرحمة ،
لذلك تخلّق بأخلاق الرؤوف وحل بين الناس وبين أن يقعوا في مشكلة .
وقد ورد في بعض الأدعية ؛
اللهم أنت الرؤوف وقد انجذبت إليك القلوب بحسن العواطف وأنت الرحيم
أحاطت رحمتك بالطائع والمخالف أشرق على قلبي بنور الرؤوف الحنان
واجعلني أعطف على جميع بني الإنسان ،
فأستغفر للمذنبين ، وأحب الهدى للكافرين ،
وأتمنى التوبة للعاصين ، وأطلب الوسعة للمحتاجين ،
فأنال قسطاً وافراً من ميراث سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم إنك على كل شيء قدير .
أيها الإخوة ، هذه الدروس دروس أسماء الله الحُسنى لها هدفان كبيران ،
الأول أن تعرف الله ، والثاني أن تتخلق بأخلاقه ، الأول أن تعظمه ،
والثاني أن تسمو إليه ، الأول أن تعرفه والثاني أن تكون كاملاً ،
متخلقاً بهذه الأسماء حتى تستحق جنة الله عز وجل .
والحمد لله رب العالمين