لم يكن بمكنتي أن أبعث لك هذه الرسالة لولا أن عظامك الآن نخرة وألمانيا التي مُتَّ من أجلها قد قلبت لك ظهر المجن. وليس بمكنتي الآن أن أقول لك كل شيء لأن فرنسا المتكبرة تتصدى بكل الوسائل إلى من رأى فيك نقطة ضوء إيجابية أو قال أن اليهود عاثوا الفساد في ألمانيا فانبريت لهم محاربا، وهاهم يعيثون الفساد في فلسطين ومصر ولبنان فانبرى لهم جمال عبد الناصر وصدام حسين بنفس رباطة الجأش. لقد كنت أفكر دائما أن أكتب رسالة أعبر لك فيها عما يجيش في خاطري من ألم وحزن عميق. أينما وليت وجهي أشعر بفظيع الإهانة وأقسى ذل تماما كتلك الإهانة وذلك الذل الذي تكبده الألمان بعد أن استباحت بريطانيا أموالهم ونساءهم.
لا يسعني الآن إلا أن أستنكر تلك الفظاعات التي ارتـُكِـبت في حق الألمان قبل قيامك دكتاتورا مريضا نفسيا، والشعب الألماني بأسره له نفس المرض ويتوق للانعتاق فوافق شن طبقة. إنه لمن المخجل فعلا أن توقع ألمانيا معاهدة فرساي، وإنه لمبعث إهانة ورغبة في الموت والتدمير أن تتحالف فرنسا وبريطانيا على سرقة كل الموارد الطبيعية الألمانية وإرغامها على تحديد جيشها في نفر قليل وتحميلها مسؤولية خراب أوربا في حين أن المسؤولية تعود إلى الاستعماريين التوسعيين الذين إذا ملكوا خيرات دولة طمعوا في التي قربها.
قد يشوش عليك الظرف الذي ستصلك فيه هذه الرسالة فتحسبها رد فعل على إعدام صدام حسين من طرف أمريكا المتجبرة، لكنها في الواقع رغبتي الجامحة في الكتابة إليك منذ زمن بعيد ولدتها مرارة الشعور بالدونية والمعاناة من العنصرية. لكني لا أخفي عليك أن حبل المشنقة الذي نصب لصدام واحد من هزات نفسي التي جعلتني أفكر فيك كما فكرت فيك حين حكم بالإعدام على عبد الله أوجلان، ثم أحمد ياسين وياسر عرفات الذي إذا لم يكن قد مات من السم فقد مات كمدا.
ولا أخفي عنك شيئا مهما وهو أنني لا أحزن على الزعماء عادة حتى أولئك الذين يقومون مثلك يستنهضون الهمم ويدمرون كل مصدر إهانة لهم، ذلك لأنهم مثلك يرتكبون نفس المجازر ويموت إحساسهم من كل إنسانية بالنظر إلى الأحقاد التي تراكمت في نفوسهم من أثر ضربات المستعمر الغاشم، لكني أحزن كثيرا عن ملايين الناس الذين يموتون وتشكل دماؤها نهرا جارفا يحفر أخاديد العار في وجه الإنسانية جمعاء، ويعري طبيعتها العدوانية الحيوانية. صحيح أن دكتاتورا مثلك يسوق الشعب نحو الكرامة والعزة وهذا مطلب ضروري للحياة، لكنه في ذات الآن يرتكب من القتل والدمار ما تشمئز له نفس أقسى الجلادين. لم يمت في تلك الحرب التي أشعلت فتيلها وأضرمت نيرانها غير مقهوري روسيا ومن كانوا تحت سيطرة الغزاة الإنجليز والفرنسيين فاقتيدوا إلى الحرب كالأغنام من هنود ومغاربة وجزائريين ولبنانيين وغيرهم ليقتلوا مساكين الألمان وليموتوا في أوربا كما يموت يتيم بين اللئام.
أيها الفوهرر هتلر:
سأبوح لك على غير العادة بما يعتمل في نفسي حين أنظر إلى ما قمت به من جليل الأعمال وما ارتكبت يمينك من جرائم. لست أدري هل ستسمح أمريكا وبريطانيا والمتحالفين معهما بوصول رسالتي هذه إليك ولا أدري عاقبة كتابتها، لكني مع ذلك أقول أنني حين أتصورك تدخل باريس وتخجل الفرنسيين في عقر دارهم، وترغم كبير كبارهم أن يوقع في عربة قطار بنود هزيمته، كأن ارتياحا يسيل علي ولا أريد أن أتبلل كي لا أصبح عاشق الدم مثلك. أفرح لإذلالك فرنسا الظالمة لأنها ارتكبت في الجزائر تلك المجازر التي تعدت مليوني فقيد، وفي المغرب ما يشيب له الوليد، وفي تونس ما تستحق عليه وحده دمار باريس. إنني أعلم حق العلم أنك وضعت العرب في قائمة أعدائك رغم أنهم كانوا مرغمين على مساندة الفرنسيين والإنجليز لما كان فيهم من خنوع واستسلام للاستعمار المقيت، فأشعر بقشعريرة ينتصب لها شعر جلدي ورأسي لأنك لو فعلت ما كان لي أن أوجد على هذه الأرض. وأعلم حق العلم أنك رفضت جماعة المغاربة التي جاءت تطلب منك العون والمساعدة لتحرير المغرب من براثن الاستعمار الفرنسي السيئ الذكر، لذلك فإنك بالنسبة لي مخيف ورهيب ومصدر شر مستطير رغم ما اعترفت لك به من جليل الأعمال جعلت ألمانيا بالإضافة إلى رفع الذل والهوان عنها، تستصلح الأراضي وتمتلك صناعة ثقيلة مكنت كل عائلة ألمانية من فولزفاغن، وتنتج أجود السلع، وتحسن أداء الألمان وتنظيمهم إداريا وعسكريا. وإنه لنفس قدر الخوف منك أيها البطاش يسري في عروقي الآن وأنا أردد فضائلك على ألمانيا لأنه لو سقطت رسالتي هذه بين أيدي فرنسيين متكبرين لأذاقوني ما أذقتهم من حنظل وهم لا يتورعون في فعل ذلك. ولو علمتَ أنني على طرف نقيض من إقدامك وشجاعتك لتفهمت حالي واضطرابي. ذلك أنني أشعر بالخوف حين أمر قرب شرطي وأخاف إذا جن الليل وأنا في مكان خلاء به قليل الأخطار، ومستعد للاستسلام عند أول تهديد. ولولا أنه تراكم في نفسي ما لا يحتمل أن لا يقال ما كتبت لك سطرا. لكني لم أعد أطيق صبرا، ففجر إعدام صدام حسين أول قطرة مداد كأنها من دمي.
أكاد بعنصرية مقيتة لا أريدها أن تتسرب إلى قلبي أن آسف على أنك لم تقطع دابر اليهود عن بكرة أبيهم لأنك لو فعلت، لارتاح العالم مما يفعلونه الآن في المشرق وخاصة فلسطين، وما يحتكرونه من أبناك ويسيطرون عليه من الأسواق المالية. ثم لارتاح العالم منك بعد أن تحالفت ضدك جيوش الاستعماريين. لكن التاريخ لا يسير إلا في الاتجاه الذي يزيد التعساء تعاسة والجبروت تجبرا، والخرافة والأسطورة انتشارا. وهاهي أمريكا ترث عنجهية الوندال والفايكينز من أوربا، واليهود الذين فلتوا من بطشك لا ينتقمون من ألمانيا التي سفكت دماءهم وطردتهم شر طرد، وإنما من الفلسطينيين وأبناء عمومتهم من المسلمين.وهاهي ألمانيا التي بنيت مجدها بموتك وموت المخلصين لها مثلك، لا تمجد النازية وإنما تطبل للصهيونية! فيا عجبي كم الزمان دواري ولا تسحق رحاه غير الأبرياء ولا يتقدم في العظم غير السفاحين.
سامحني أيها الفوهرر البطاش إذا رأيت في إقدامك وشجاعتك نزقا وجرما رغم إيماني بواجب رفع الذل والإهانة حتى الموت. إنني لست من الصحافة الغوغاء والأطر العاملة لفرنسا التي لا تذكر النازية إلا بالخرافة والكذب ومس حياتك الشخصية بالسوء والبهتان وإنما تراكمت ديوني ولم أجد ما أسدد به واجبات الدراسة، وارتفاع ضغط دمي زاد الطين بلة، فلم أعد أقوى على العمل اليدوي المضني. إنها حالة نفسية، مثل حالتك وأنت تنتقل بين الوظائف اليدوية أو تعيش من مبيعات لوحاتك التشكيلية. كأني، فوق همي، أحمل هموم المشردين، وضحايا حروب لم يختاروها وإنما فرضتها عليهم أوربا المتكبرة وأمريكا الطاغية فأججتها ردود فعل انتقامية مثل ردك أيها النازي البطاش ومثل هذا العربي القادم الذي سيريد الانتقام لدماء الشهداء من بني جلدته بعد إعدام صدام حسين.
إنني أميز بين “الدكتاتور” الحقيقي الذي اختارته غالبية الشعب والطاغية الذي ينصبه المستعمر أو كثلة الأثرياء وأصحاب المال. كما أميز بين العنصرية بما هي بناء مناضل، والكراهية بما هي احتقار لعنصر استحق النعت بالرذيلة كما استحقها يهود ألمانيا والصهيونية في فلسطين. ومع ذلك أقول: تعددت الأسباب والموت واحد. ولو كنت أنا من يصنع التاريخ ما ظلمت أحدا حتى لا يظهر بطاش مثلك وتميل له قلوب المقهورين الطامعين في الموت بشرف. لكن التاريخ من صُنع الجورة المفسدين لذلك أشكوك نفاذ حيلتي ووهن قوتي وحزني على الذين يموتون حين يكونون حطب الإمبريالية أو حين يقفون ضدها فيفنون كما يموت الذباب بالمبيد.
إن كانت مهجتي من حجر صلد لانفطرت لمشهد الإعدام، وإن كان قلبي رهيفا لصار كجلمود صخر من أثر الإهانة. إنه لمن حسن حظي أنك لم تصفي العرب، ومن سوء حظي أنني في حياة ذل وإهانة. فنم قرير العين كلهم هتلر: يحسنون الإعدام ويتفننون في الكلام.
لا يسعني الآن إلا أن أستنكر تلك الفظاعات التي ارتـُكِـبت في حق الألمان قبل قيامك دكتاتورا مريضا نفسيا، والشعب الألماني بأسره له نفس المرض ويتوق للانعتاق فوافق شن طبقة. إنه لمن المخجل فعلا أن توقع ألمانيا معاهدة فرساي، وإنه لمبعث إهانة ورغبة في الموت والتدمير أن تتحالف فرنسا وبريطانيا على سرقة كل الموارد الطبيعية الألمانية وإرغامها على تحديد جيشها في نفر قليل وتحميلها مسؤولية خراب أوربا في حين أن المسؤولية تعود إلى الاستعماريين التوسعيين الذين إذا ملكوا خيرات دولة طمعوا في التي قربها.
قد يشوش عليك الظرف الذي ستصلك فيه هذه الرسالة فتحسبها رد فعل على إعدام صدام حسين من طرف أمريكا المتجبرة، لكنها في الواقع رغبتي الجامحة في الكتابة إليك منذ زمن بعيد ولدتها مرارة الشعور بالدونية والمعاناة من العنصرية. لكني لا أخفي عليك أن حبل المشنقة الذي نصب لصدام واحد من هزات نفسي التي جعلتني أفكر فيك كما فكرت فيك حين حكم بالإعدام على عبد الله أوجلان، ثم أحمد ياسين وياسر عرفات الذي إذا لم يكن قد مات من السم فقد مات كمدا.
ولا أخفي عنك شيئا مهما وهو أنني لا أحزن على الزعماء عادة حتى أولئك الذين يقومون مثلك يستنهضون الهمم ويدمرون كل مصدر إهانة لهم، ذلك لأنهم مثلك يرتكبون نفس المجازر ويموت إحساسهم من كل إنسانية بالنظر إلى الأحقاد التي تراكمت في نفوسهم من أثر ضربات المستعمر الغاشم، لكني أحزن كثيرا عن ملايين الناس الذين يموتون وتشكل دماؤها نهرا جارفا يحفر أخاديد العار في وجه الإنسانية جمعاء، ويعري طبيعتها العدوانية الحيوانية. صحيح أن دكتاتورا مثلك يسوق الشعب نحو الكرامة والعزة وهذا مطلب ضروري للحياة، لكنه في ذات الآن يرتكب من القتل والدمار ما تشمئز له نفس أقسى الجلادين. لم يمت في تلك الحرب التي أشعلت فتيلها وأضرمت نيرانها غير مقهوري روسيا ومن كانوا تحت سيطرة الغزاة الإنجليز والفرنسيين فاقتيدوا إلى الحرب كالأغنام من هنود ومغاربة وجزائريين ولبنانيين وغيرهم ليقتلوا مساكين الألمان وليموتوا في أوربا كما يموت يتيم بين اللئام.
أيها الفوهرر هتلر:
سأبوح لك على غير العادة بما يعتمل في نفسي حين أنظر إلى ما قمت به من جليل الأعمال وما ارتكبت يمينك من جرائم. لست أدري هل ستسمح أمريكا وبريطانيا والمتحالفين معهما بوصول رسالتي هذه إليك ولا أدري عاقبة كتابتها، لكني مع ذلك أقول أنني حين أتصورك تدخل باريس وتخجل الفرنسيين في عقر دارهم، وترغم كبير كبارهم أن يوقع في عربة قطار بنود هزيمته، كأن ارتياحا يسيل علي ولا أريد أن أتبلل كي لا أصبح عاشق الدم مثلك. أفرح لإذلالك فرنسا الظالمة لأنها ارتكبت في الجزائر تلك المجازر التي تعدت مليوني فقيد، وفي المغرب ما يشيب له الوليد، وفي تونس ما تستحق عليه وحده دمار باريس. إنني أعلم حق العلم أنك وضعت العرب في قائمة أعدائك رغم أنهم كانوا مرغمين على مساندة الفرنسيين والإنجليز لما كان فيهم من خنوع واستسلام للاستعمار المقيت، فأشعر بقشعريرة ينتصب لها شعر جلدي ورأسي لأنك لو فعلت ما كان لي أن أوجد على هذه الأرض. وأعلم حق العلم أنك رفضت جماعة المغاربة التي جاءت تطلب منك العون والمساعدة لتحرير المغرب من براثن الاستعمار الفرنسي السيئ الذكر، لذلك فإنك بالنسبة لي مخيف ورهيب ومصدر شر مستطير رغم ما اعترفت لك به من جليل الأعمال جعلت ألمانيا بالإضافة إلى رفع الذل والهوان عنها، تستصلح الأراضي وتمتلك صناعة ثقيلة مكنت كل عائلة ألمانية من فولزفاغن، وتنتج أجود السلع، وتحسن أداء الألمان وتنظيمهم إداريا وعسكريا. وإنه لنفس قدر الخوف منك أيها البطاش يسري في عروقي الآن وأنا أردد فضائلك على ألمانيا لأنه لو سقطت رسالتي هذه بين أيدي فرنسيين متكبرين لأذاقوني ما أذقتهم من حنظل وهم لا يتورعون في فعل ذلك. ولو علمتَ أنني على طرف نقيض من إقدامك وشجاعتك لتفهمت حالي واضطرابي. ذلك أنني أشعر بالخوف حين أمر قرب شرطي وأخاف إذا جن الليل وأنا في مكان خلاء به قليل الأخطار، ومستعد للاستسلام عند أول تهديد. ولولا أنه تراكم في نفسي ما لا يحتمل أن لا يقال ما كتبت لك سطرا. لكني لم أعد أطيق صبرا، ففجر إعدام صدام حسين أول قطرة مداد كأنها من دمي.
أكاد بعنصرية مقيتة لا أريدها أن تتسرب إلى قلبي أن آسف على أنك لم تقطع دابر اليهود عن بكرة أبيهم لأنك لو فعلت، لارتاح العالم مما يفعلونه الآن في المشرق وخاصة فلسطين، وما يحتكرونه من أبناك ويسيطرون عليه من الأسواق المالية. ثم لارتاح العالم منك بعد أن تحالفت ضدك جيوش الاستعماريين. لكن التاريخ لا يسير إلا في الاتجاه الذي يزيد التعساء تعاسة والجبروت تجبرا، والخرافة والأسطورة انتشارا. وهاهي أمريكا ترث عنجهية الوندال والفايكينز من أوربا، واليهود الذين فلتوا من بطشك لا ينتقمون من ألمانيا التي سفكت دماءهم وطردتهم شر طرد، وإنما من الفلسطينيين وأبناء عمومتهم من المسلمين.وهاهي ألمانيا التي بنيت مجدها بموتك وموت المخلصين لها مثلك، لا تمجد النازية وإنما تطبل للصهيونية! فيا عجبي كم الزمان دواري ولا تسحق رحاه غير الأبرياء ولا يتقدم في العظم غير السفاحين.
سامحني أيها الفوهرر البطاش إذا رأيت في إقدامك وشجاعتك نزقا وجرما رغم إيماني بواجب رفع الذل والإهانة حتى الموت. إنني لست من الصحافة الغوغاء والأطر العاملة لفرنسا التي لا تذكر النازية إلا بالخرافة والكذب ومس حياتك الشخصية بالسوء والبهتان وإنما تراكمت ديوني ولم أجد ما أسدد به واجبات الدراسة، وارتفاع ضغط دمي زاد الطين بلة، فلم أعد أقوى على العمل اليدوي المضني. إنها حالة نفسية، مثل حالتك وأنت تنتقل بين الوظائف اليدوية أو تعيش من مبيعات لوحاتك التشكيلية. كأني، فوق همي، أحمل هموم المشردين، وضحايا حروب لم يختاروها وإنما فرضتها عليهم أوربا المتكبرة وأمريكا الطاغية فأججتها ردود فعل انتقامية مثل ردك أيها النازي البطاش ومثل هذا العربي القادم الذي سيريد الانتقام لدماء الشهداء من بني جلدته بعد إعدام صدام حسين.
إنني أميز بين “الدكتاتور” الحقيقي الذي اختارته غالبية الشعب والطاغية الذي ينصبه المستعمر أو كثلة الأثرياء وأصحاب المال. كما أميز بين العنصرية بما هي بناء مناضل، والكراهية بما هي احتقار لعنصر استحق النعت بالرذيلة كما استحقها يهود ألمانيا والصهيونية في فلسطين. ومع ذلك أقول: تعددت الأسباب والموت واحد. ولو كنت أنا من يصنع التاريخ ما ظلمت أحدا حتى لا يظهر بطاش مثلك وتميل له قلوب المقهورين الطامعين في الموت بشرف. لكن التاريخ من صُنع الجورة المفسدين لذلك أشكوك نفاذ حيلتي ووهن قوتي وحزني على الذين يموتون حين يكونون حطب الإمبريالية أو حين يقفون ضدها فيفنون كما يموت الذباب بالمبيد.
إن كانت مهجتي من حجر صلد لانفطرت لمشهد الإعدام، وإن كان قلبي رهيفا لصار كجلمود صخر من أثر الإهانة. إنه لمن حسن حظي أنك لم تصفي العرب، ومن سوء حظي أنني في حياة ذل وإهانة. فنم قرير العين كلهم هتلر: يحسنون الإعدام ويتفننون في الكلام.