قبل 400 سنة استخدم غاليليو غاليليي التلسكوب لاول مرة من اجل تحديد مواقع النجوم والاجرام في الفضاء، وقبل 40 عاما حط اول رائد فضاء امريكي على القمر، وفي السادس من شهر مارس( اذار) عام 1899 اكتشف عقار الاسبرين ونال براءة من القيصر الالماني، فانتشر منذ ذلك الوقت بشكل منقطع النظير في كل انحاء العالم، واصبح تواجده في المنازل من الحاجيات الضرورية.
ولم يشكك احد باي من كل هذا الاحداث والاختراعات الكبيرة، لكن وكالة مراقبة الادوية البريطانية تتحدث اليوم عن شكوكها بالاسبرين وعن المخاطر التي يسببها للاطفال، ما جعل شركة بايرن تتهمها بالعمل على الطعن بفائدة هذا العقار، الذي يحمله حتى رواد الفضاء معهم في رحلات الفضائية.
ولا تريد ادارة بايرن الان اللجوء الى القضاء للتصدي لتحذيرات وكالة مراقبة الادوية البريطانية من الاسبرين، بل انتظار ما ستؤل اليه المحادثات مع المسؤولين فيها .اذ اصدرت هذه الوكالة قبل فترة وجيزة نصيحة بعدم اعطاء الاطفال اسبرين بسب العلاقة بينه وبين مرض راي الذي يصيب واحد في المليون من الاطفال في العالم.
ويبدو ان الوكالة تريد الذهاب الى ابعد من ذلك، اذ سوف تصدر تعليمات لكتابة نصيحة على علب الاسبرين او اي مسكن للالام يحتوي على مادة الاسبرين بعدم اعطائه للاطفال لانه يسبب حسب قولها انتفاخا في الدماغ ويلحق ضررا بالكبد. لذا اصبح وصف الاسبرين للاطفال دون سن ال12 ممنوعا.
وكانت الوكالة قد شددت قبل اكثر من عامين على وجوب تجنب اعطاء الاسبرين الى من هم تحت سن ال16 اذا كانوا يعانون من ارتفاع في الحرارة، بينما تضيف الان بانه وبدلا من الاسبرين يجب اعطاء من دون هذا السن الباراسيتمول. وقد يجوز تناول من هم تحت سن ال16 اسبرين اذا كانوا يعانون من اعراض محددة كالالتهاب المفاصل او مرض كاواسكاي او مرض التهاب الاوعية الدموية.
وحسب تقارير طيبة يمكن ان يصيب مرض راي الاطفال بشكل عام في عمر ال18 شهرا، وهو مرض يسبب اضطرابات في نشاط الدماغ مع تغلل للمواد الدهنية في كبد الطفل نتيجة لما يعتقد بتزامن التهاب فيروسي مع تعاطي الاسبرين. لكن يحتمل ايضا ان يصيب مرض راي الاطفال ما دون الخامسة من العمر او اكبر من هذا السن، وقد يؤدي الى الوفاة خلال ايام قليلة، او قد يصيب المريض بالعجز وليس هناك علاج له حتى الان.
ومن اعراض هذا المرض التقيؤ والنعاس وفقدان الوعي، وسبب الاصابة به ليس معروفا حتى الان، لكن يظن ان اعطاء الطفل الاسبرين في حال ارتفاع حرارته قد يكون عاملا مؤثرا. كما ليس من المعروف سبب تأثر بعض الاطفال به وليس الكبار في حال ارتفاع الحرارة.
وتعتمد الوكالة مراقبة الادوية البريطانية في طعنها بالاسبرين على انه ومنذ اصدار نصيحة عام 1986 بعدم اعطاء الاسبرين للاطفال من دون ال12 من العمر انخفض انتشار مرض راي.
الا ان حظر هذا الدواء سوف يؤثر على رواج 140 صنفا من العقاقير التي تدخلها مادة الاسبرين ونتتجها اكثر من 50 شركة عقاقير في العالم.