السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تمنع نفسك عنها .. أطلبها .. إجعلها عشيقتك
-- لن أمنع نفسى عنها فلا أستطيع ، سأطلبها فى كل وقت وكل حين ، سأجعلها عشيقتى ومحبوبتى فلا أستطيع أن أصرف قلبى عن هواها ، ففى قلبى حب كبير يغلى يثور يهتاج إلى لقاء عشيقتى ومحبوبتى 0
-- فقلبى يرفرف شوقاً إليها ، ولا يسكن إلا عندها ، وهى أقرب إلى من روحى ، ونفسى تهيم فى هواها ، فكيف أمنع نفسى من الكتابة عنها ؟ وكيف لا أطلب ودها ؟ وهى عشيقتى ومحبوبتى ومهوى فؤادى 0
-- فوا عجباً !!! كيف نام طالبها ؟
وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها ؟
وكيف طاب العيش بعد سماع أخبارها ؟
وكيف قرت دونها أعين المشتاقين ؟
وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين ؟
وبأى شئ تعوضت عنها نفوس المعرضين ؟
أعلم أنك عرفتها ، من أول سطر عرفتها ، وتسابقت معي فى حبها وعشقها ، أعلم أنك تستعذب كلماتي عنها ، فهى تنقلك إلى حيث تريد وحيث الكل يريد
-- أمنية غالية يسعى اليها الساعون ويتسابق اليها المتسابقون
-- أمنية العاشقين وعشيقة الصالحين ومهوى أفئدة السالكين فما دمعت العيون إلا شوقا إليها ولا إحترقت القلوب إلا عشقا لها
-- شعلة تكوي قلوب العاشقين وتسهر ليل المتعبدين إستعذبوا من أجلها العذاب وتحملوا جليل المصاب
-- مأوى المتقين والشهداء والصالحين . هي نور يتلألأ وريحانة تهتز وفاكهة وخضرة . فيها العباد المنعمون الذين يأكلون ولا يتغوطون ويشربون ولا يبولون ويتطيبون ولا يمتخطون . يضحكون ولا يبكون ويقيمون ولا يرتحلون ويحيون ولا يموتون. فيها الوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة . فيها الحور العين والجمال المبين فيها النعيم الدائم والعاشق الهائم 0 فكيف لا تكون عشيقتى ومحبوبتى 0
-- هي دار السلام سلمت من كل بلية وآفة. هي دار الخلد لا يموتون فيها ولا يشيخون وهي دار المقامة لا ينتقلون منها ولا يملون. وهي جنة المأوى آوى اليها المؤمنون بعد دار النكد والبلاء وهي جنات عدن وهي دار الحيوان وهي الفردوس وهي جنات النعيم والمقام الأمين ومقعد صدق عند مليك مقتدر 0
-- جنة عالية يزينها الله لأحبابه ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يدعوا عنهم التعب والنصب ويدخلوكي . يتسابق إليها عشاقها ويتنافس لخطبتها أحبابها ولم يكونوا يكتفون بعمل واحد وإنما كانوا ينوعون القربات ويتسابقون إلى الخيرات .
-- هى دار الحبور والسرور ينسى فيها المريض مرضه والمصاب مصابه والفقير فقره والمقهور قهره . ليس فيها هم مال يجمع ولا منصب يرفع ولا مرض يزول ولا سجن يطول ولا بيت يبنى ولا ولد يشمت ولا عدو يخشى . نعم ليس فيها كربات بل فرحة ومسرات
لـــكن أدناهم وما فيهم دني إذ ليس في الجنات من نقصان
فهو الـــــــــــذي تلقى مسافة ملكه بسنيننا ألفان كاملتان
فيــــــــرى بها أقصاه حقا مثل رؤيته لأدناه القريب الداني
أو ماسمعت بأن آخر أهلها يعطيه رب ا لعرش ذو الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـثال لها سبحان ذي الاحسان
وكلما كان العمل اكثر كان الوجه أنضر والجزاء اكبر.
يدخلون نفوسهم صافية رضية وأرواحهم طاهرة زكية ، فلله ما أبهى تلك الصور ينسى الدميم دمامته والمعوق إعاقته والمشوه قباحته بل يحتقر الجميل سابق ملاحته والوسيم سابق وسامته وقد صارت وجوههم أنواراً وأبدانهم أطهاراً. وأول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون ولا ينامون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد يدخلونها جردا مردا بيضا جعدا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين
فإذا دخلوها ترتعوا في أرجائها فوجدوا السرر المرفوعة المجهزة للأحباب والأكواب الموضوعة المهيأة للشراب والوسائد المصفوفة تأخذ بالألباب . رأوا الوجه الناعم والظل الدائم . الروائح الزكية والقصور العلية والثياب الندية .
فينزلون في الجنة حيث شاءوا . إن شاءوا على أنهارها وإن شاءوا في ظلالها وإن شاءوا على أرائكها . أما إن نزلوا في خيامها فهي عجب
وأما قصورها فهي أعجب أرأيت قصراً يبنى بالذهب والفضة والياقوت والمرجان والجوهر والزمرد .
فتخيل نفسك بالجنة وتخيليها وقد أعدت لكم الأرائك في حدائقها والسرر في بساتينها بألوان فاخرة وسرر ناضرة
خمرها منزه عن خمر الدنيا فلا صداع ولا لهو ولا نزف مال ولا تضيع عيال ولا توهم دار أما خمر الدنيا فهو رجس من عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتدعو الى الزنا والفساد وربما أوقعت الرجل على بنته وأخته وتذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة وترهق شاربها بالمجانين فمن هجروا خمر الدنيا شربوا من خمر الآخرة . وإن شاءوا شربوا من عين الكافور
ومن طيب الثمار أنها تتشابه في أشكالها وتختلف في طعومها كل يوم كيف سيكون طعمها
وبها شجرة يسير الراكب الجواد المطمر السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها فتخيل نفسك متكئا تحتها تنعم بجمال ظلها
سيقان الأشجار من ذهب وأوراقها في أعلى الرتب وثمارها قريبة ممن رغب ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ومن قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرست له أشجار. وعند باب الجنة شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان الأولى يشرب منها الداخلون والثانية منها يتطهرون .
إذا جلس العبد في الجنة فنظر إلى ثمرة في الغصن فإذا هم أن يتناولها تدلى إليه الغصن يقترب إليه الغصن حتى يتناول ما يريد فهي مذلله يتناولها إن شاء قائمًاً وإن شاء قاعداً وإن شاء مضطجعا .
وليس أكلهم عن جوع ولا شربهم عن ظمأ ولا تطيبهم عن نتن وإنما هي لذات متوالية ونعم متتابعة .
نعم والله ملوك على الأسرة حتى على رؤوسهم التيجان وعند أقدامهم الخدم والغلمان .ولماذا لا يكون حالهم كذلك وهم لطالما أطاعوا لما عصى الأشقياء وبذلوا لما بخل الجبناء وثبتوا على دينهم وقد عظم البلاء .صدقوا بمحبتهم لربهم فإستحقوا أن يفرحوا بلقائه ويتنعموا بقربه
أعلى نعيم يمر على أهل الجنة وأجله وأكرمه وأبركه أنهم يرون ربهم نعم نعم يرون ربهم الذي طالما عاهدوه بالأسحار وبكوا من خشيته في النهار الذي فروا إليه عند الكربات وخافوا من مراقبته في الخلوات . الذي صدقوا رسله وأطاعوا أمره لم ينشغلوا عنه بلذة في ليل ولا معصية في نهار فهم اليوم يقبلون بأبصارهم عليه وينظرون إليه ويقفون بين يديه .
فيا أيها الناس سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ومن أعظم ما وصف الله من نعيم الجنة ما فيها من الزوجات والحوريات وأول من يتمتع بذلك النساء المؤمنات . نعم فما أطيب عيش المؤمنة بالجنة عندما تتقلب في أنهارها وتشرب من عسلها بل وتنظر إلى وجه ربها ويكمل الجمال ويزين للمؤمنات في الجنات فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف وهن لم يقمن الليل ولم يصمن النهار ولم يصبرن عن الشهوات فما بالك بجمال المؤمنات وهن طالما خلون بربهن في ظلمة الليل يسمع نجواهن ويجيب دعائهن. طالما تركن لأجل رضاه اللذات وفارقن الشهوات فيا بشرى المؤمنات في الجنات وقد تلقتهن الملائكة عند الابواب تبشرهن بالنعيم وحسن الثواب وقد إزددن جمالا فوق جمالهن 0
خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران . عجبا !! إذا كانت الصورة الآدمية لفتاة اليوم في حسنها وتماسكها وهي مخلوقة من تراب فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران
قصرن أطرافهن على أزواجهن متحببات إلى أزواجهن لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ لونهم ضوء الشمس ما عبثت به يد وهن كالياقوت والمرجان وهن خيرات حسان مقصورات في الخيام مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط والمخاط ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون إذا مشت رأيت مخ ساقها من لحمها وإذا ضحكت ظننت الكون مجتمعا في حسنها وإذا أطلت رأيت نور الشمس في وجهها .
هذا شيء من نعيم الجنة ووالله إن ما خفي كان أعظم
كتبها الله للذين فروا إليه عند الكربات وخافوا من مراقبته في الخلوات . الذي صدقوا رسله وأطاعوا أمره لم ينشغلوا عنه بلذة في ليل ولا معصية في نهار فهم اليوم يقبلون بأبصارهم عليه وينظرون إليه ويقفون بين يديه .
والله لو كنت مشتاقا لخمر الجنة لتصبرت عن خمر الدنيا ولو إشتقت للحور العين لغضضت بصرك عن الحرام وأحصنت فرجك عن الحرام ولو صدق شوقك للذة النظر لوجه الكريم لبكيت في الأسحار وصمت النهار ولو إشتقت لمجالسة الأنبياء لتركت مجالس الفحشاء. فالجنة ليست بالأماني لقد إشتاق اليها أقوام تركوا أوطانهم وهجروا أولادهم فعاشوا غرباء . الناس يتركون الصلاة وهم يصلون والناس يأكلون الربا وهم يتورعون والناس يقارفون الفواحش وهم يعفون كل ذلك لأجل ربهم لما اشتاقوا إليه .
نعم في الجنة يعوض الله المحسن عن إحسانه والمجاهد عن جهاده والصابر عن صبره والمريض عن مرضه والفقير عن فقره والمبتلى عن بلائه والداعية عن دعوته والعالم عن علمه .
فهي أمنية العاشقين وعشيقة الصالحين ومهوى أفئدة السالكين فما دمعت العيون إلا شوقا إليها ولا إحترقت القلوب إلا عشقا لها
-- فكيف أمنع نفسى عنها ، وكيف لا أطلبها فى كل وقت وكل حين ، سأجعلها عشيقتى ومحبوبتى فلا أستطيع أن أصرف قلبى عن هواها ، ففى قلبى حب كبير يغلى يثور يهتاج إلى لقاء عشيقتى ومحبوبتى 0
-- فقلبى يرفرف شوقاً إليها ، ولا يسكن إلا عندها ، وهى أقرب إلى من روحى ، ونفسى تهيم فى هواها ، فكيف أمنع نفسى من الكتابة عنها ؟ وكيف لا أطلب ودها ؟ وهى عشيقتى ومحبوبتى ومهوى فؤادى 0
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة وأن يرزقنا فيها الإجتماع مع الأنبياء الأطهار والشهداء الأبرار وأن يجعلنا ممن ينظرون إلى وجه العلي الكبير المتعالي الجبار جل جلاله
هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تمنع نفسك عنها .. أطلبها .. إجعلها عشيقتك
-- لن أمنع نفسى عنها فلا أستطيع ، سأطلبها فى كل وقت وكل حين ، سأجعلها عشيقتى ومحبوبتى فلا أستطيع أن أصرف قلبى عن هواها ، ففى قلبى حب كبير يغلى يثور يهتاج إلى لقاء عشيقتى ومحبوبتى 0
-- فقلبى يرفرف شوقاً إليها ، ولا يسكن إلا عندها ، وهى أقرب إلى من روحى ، ونفسى تهيم فى هواها ، فكيف أمنع نفسى من الكتابة عنها ؟ وكيف لا أطلب ودها ؟ وهى عشيقتى ومحبوبتى ومهوى فؤادى 0
-- فوا عجباً !!! كيف نام طالبها ؟
وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها ؟
وكيف طاب العيش بعد سماع أخبارها ؟
وكيف قرت دونها أعين المشتاقين ؟
وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين ؟
وبأى شئ تعوضت عنها نفوس المعرضين ؟
أعلم أنك عرفتها ، من أول سطر عرفتها ، وتسابقت معي فى حبها وعشقها ، أعلم أنك تستعذب كلماتي عنها ، فهى تنقلك إلى حيث تريد وحيث الكل يريد
-- أمنية غالية يسعى اليها الساعون ويتسابق اليها المتسابقون
-- أمنية العاشقين وعشيقة الصالحين ومهوى أفئدة السالكين فما دمعت العيون إلا شوقا إليها ولا إحترقت القلوب إلا عشقا لها
-- شعلة تكوي قلوب العاشقين وتسهر ليل المتعبدين إستعذبوا من أجلها العذاب وتحملوا جليل المصاب
-- مأوى المتقين والشهداء والصالحين . هي نور يتلألأ وريحانة تهتز وفاكهة وخضرة . فيها العباد المنعمون الذين يأكلون ولا يتغوطون ويشربون ولا يبولون ويتطيبون ولا يمتخطون . يضحكون ولا يبكون ويقيمون ولا يرتحلون ويحيون ولا يموتون. فيها الوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة . فيها الحور العين والجمال المبين فيها النعيم الدائم والعاشق الهائم 0 فكيف لا تكون عشيقتى ومحبوبتى 0
-- هي دار السلام سلمت من كل بلية وآفة. هي دار الخلد لا يموتون فيها ولا يشيخون وهي دار المقامة لا ينتقلون منها ولا يملون. وهي جنة المأوى آوى اليها المؤمنون بعد دار النكد والبلاء وهي جنات عدن وهي دار الحيوان وهي الفردوس وهي جنات النعيم والمقام الأمين ومقعد صدق عند مليك مقتدر 0
-- جنة عالية يزينها الله لأحبابه ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يدعوا عنهم التعب والنصب ويدخلوكي . يتسابق إليها عشاقها ويتنافس لخطبتها أحبابها ولم يكونوا يكتفون بعمل واحد وإنما كانوا ينوعون القربات ويتسابقون إلى الخيرات .
-- هى دار الحبور والسرور ينسى فيها المريض مرضه والمصاب مصابه والفقير فقره والمقهور قهره . ليس فيها هم مال يجمع ولا منصب يرفع ولا مرض يزول ولا سجن يطول ولا بيت يبنى ولا ولد يشمت ولا عدو يخشى . نعم ليس فيها كربات بل فرحة ومسرات
لـــكن أدناهم وما فيهم دني إذ ليس في الجنات من نقصان
فهو الـــــــــــذي تلقى مسافة ملكه بسنيننا ألفان كاملتان
فيــــــــرى بها أقصاه حقا مثل رؤيته لأدناه القريب الداني
أو ماسمعت بأن آخر أهلها يعطيه رب ا لعرش ذو الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـثال لها سبحان ذي الاحسان
وكلما كان العمل اكثر كان الوجه أنضر والجزاء اكبر.
يدخلون نفوسهم صافية رضية وأرواحهم طاهرة زكية ، فلله ما أبهى تلك الصور ينسى الدميم دمامته والمعوق إعاقته والمشوه قباحته بل يحتقر الجميل سابق ملاحته والوسيم سابق وسامته وقد صارت وجوههم أنواراً وأبدانهم أطهاراً. وأول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون ولا ينامون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد يدخلونها جردا مردا بيضا جعدا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين
فإذا دخلوها ترتعوا في أرجائها فوجدوا السرر المرفوعة المجهزة للأحباب والأكواب الموضوعة المهيأة للشراب والوسائد المصفوفة تأخذ بالألباب . رأوا الوجه الناعم والظل الدائم . الروائح الزكية والقصور العلية والثياب الندية .
فينزلون في الجنة حيث شاءوا . إن شاءوا على أنهارها وإن شاءوا في ظلالها وإن شاءوا على أرائكها . أما إن نزلوا في خيامها فهي عجب
وأما قصورها فهي أعجب أرأيت قصراً يبنى بالذهب والفضة والياقوت والمرجان والجوهر والزمرد .
فتخيل نفسك بالجنة وتخيليها وقد أعدت لكم الأرائك في حدائقها والسرر في بساتينها بألوان فاخرة وسرر ناضرة
خمرها منزه عن خمر الدنيا فلا صداع ولا لهو ولا نزف مال ولا تضيع عيال ولا توهم دار أما خمر الدنيا فهو رجس من عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتدعو الى الزنا والفساد وربما أوقعت الرجل على بنته وأخته وتذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة وترهق شاربها بالمجانين فمن هجروا خمر الدنيا شربوا من خمر الآخرة . وإن شاءوا شربوا من عين الكافور
ومن طيب الثمار أنها تتشابه في أشكالها وتختلف في طعومها كل يوم كيف سيكون طعمها
وبها شجرة يسير الراكب الجواد المطمر السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها فتخيل نفسك متكئا تحتها تنعم بجمال ظلها
سيقان الأشجار من ذهب وأوراقها في أعلى الرتب وثمارها قريبة ممن رغب ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ومن قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرست له أشجار. وعند باب الجنة شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان الأولى يشرب منها الداخلون والثانية منها يتطهرون .
إذا جلس العبد في الجنة فنظر إلى ثمرة في الغصن فإذا هم أن يتناولها تدلى إليه الغصن يقترب إليه الغصن حتى يتناول ما يريد فهي مذلله يتناولها إن شاء قائمًاً وإن شاء قاعداً وإن شاء مضطجعا .
وليس أكلهم عن جوع ولا شربهم عن ظمأ ولا تطيبهم عن نتن وإنما هي لذات متوالية ونعم متتابعة .
نعم والله ملوك على الأسرة حتى على رؤوسهم التيجان وعند أقدامهم الخدم والغلمان .ولماذا لا يكون حالهم كذلك وهم لطالما أطاعوا لما عصى الأشقياء وبذلوا لما بخل الجبناء وثبتوا على دينهم وقد عظم البلاء .صدقوا بمحبتهم لربهم فإستحقوا أن يفرحوا بلقائه ويتنعموا بقربه
أعلى نعيم يمر على أهل الجنة وأجله وأكرمه وأبركه أنهم يرون ربهم نعم نعم يرون ربهم الذي طالما عاهدوه بالأسحار وبكوا من خشيته في النهار الذي فروا إليه عند الكربات وخافوا من مراقبته في الخلوات . الذي صدقوا رسله وأطاعوا أمره لم ينشغلوا عنه بلذة في ليل ولا معصية في نهار فهم اليوم يقبلون بأبصارهم عليه وينظرون إليه ويقفون بين يديه .
فيا أيها الناس سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ومن أعظم ما وصف الله من نعيم الجنة ما فيها من الزوجات والحوريات وأول من يتمتع بذلك النساء المؤمنات . نعم فما أطيب عيش المؤمنة بالجنة عندما تتقلب في أنهارها وتشرب من عسلها بل وتنظر إلى وجه ربها ويكمل الجمال ويزين للمؤمنات في الجنات فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف وهن لم يقمن الليل ولم يصمن النهار ولم يصبرن عن الشهوات فما بالك بجمال المؤمنات وهن طالما خلون بربهن في ظلمة الليل يسمع نجواهن ويجيب دعائهن. طالما تركن لأجل رضاه اللذات وفارقن الشهوات فيا بشرى المؤمنات في الجنات وقد تلقتهن الملائكة عند الابواب تبشرهن بالنعيم وحسن الثواب وقد إزددن جمالا فوق جمالهن 0
خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران . عجبا !! إذا كانت الصورة الآدمية لفتاة اليوم في حسنها وتماسكها وهي مخلوقة من تراب فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران
قصرن أطرافهن على أزواجهن متحببات إلى أزواجهن لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ لونهم ضوء الشمس ما عبثت به يد وهن كالياقوت والمرجان وهن خيرات حسان مقصورات في الخيام مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط والمخاط ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون إذا مشت رأيت مخ ساقها من لحمها وإذا ضحكت ظننت الكون مجتمعا في حسنها وإذا أطلت رأيت نور الشمس في وجهها .
هذا شيء من نعيم الجنة ووالله إن ما خفي كان أعظم
كتبها الله للذين فروا إليه عند الكربات وخافوا من مراقبته في الخلوات . الذي صدقوا رسله وأطاعوا أمره لم ينشغلوا عنه بلذة في ليل ولا معصية في نهار فهم اليوم يقبلون بأبصارهم عليه وينظرون إليه ويقفون بين يديه .
والله لو كنت مشتاقا لخمر الجنة لتصبرت عن خمر الدنيا ولو إشتقت للحور العين لغضضت بصرك عن الحرام وأحصنت فرجك عن الحرام ولو صدق شوقك للذة النظر لوجه الكريم لبكيت في الأسحار وصمت النهار ولو إشتقت لمجالسة الأنبياء لتركت مجالس الفحشاء. فالجنة ليست بالأماني لقد إشتاق اليها أقوام تركوا أوطانهم وهجروا أولادهم فعاشوا غرباء . الناس يتركون الصلاة وهم يصلون والناس يأكلون الربا وهم يتورعون والناس يقارفون الفواحش وهم يعفون كل ذلك لأجل ربهم لما اشتاقوا إليه .
نعم في الجنة يعوض الله المحسن عن إحسانه والمجاهد عن جهاده والصابر عن صبره والمريض عن مرضه والفقير عن فقره والمبتلى عن بلائه والداعية عن دعوته والعالم عن علمه .
فهي أمنية العاشقين وعشيقة الصالحين ومهوى أفئدة السالكين فما دمعت العيون إلا شوقا إليها ولا إحترقت القلوب إلا عشقا لها
-- فكيف أمنع نفسى عنها ، وكيف لا أطلبها فى كل وقت وكل حين ، سأجعلها عشيقتى ومحبوبتى فلا أستطيع أن أصرف قلبى عن هواها ، ففى قلبى حب كبير يغلى يثور يهتاج إلى لقاء عشيقتى ومحبوبتى 0
-- فقلبى يرفرف شوقاً إليها ، ولا يسكن إلا عندها ، وهى أقرب إلى من روحى ، ونفسى تهيم فى هواها ، فكيف أمنع نفسى من الكتابة عنها ؟ وكيف لا أطلب ودها ؟ وهى عشيقتى ومحبوبتى ومهوى فؤادى 0
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة وأن يرزقنا فيها الإجتماع مع الأنبياء الأطهار والشهداء الأبرار وأن يجعلنا ممن ينظرون إلى وجه العلي الكبير المتعالي الجبار جل جلاله
هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .