نقص فيتامين D مهلك للرجال فقط
على مايبدو.. أصبح الرجال معرضين في هذه الأيام لمخاطر نقص فيتامين D أكثر مما كان عليه في الماضي، مما سيكون له انعكاسات سيئة على صحتهم، حسبما أوردت دراسة أجريت حديثاً في المركز الوطني للإحصاءات الصحية، التابع لهيئة CDC بالولايات المتحدة الأمريكية.
الدكتورة آن لوكر، المسؤولة عن الدراسة، قالت: "من الواضح أن الرجال لم يعودوا مهتمين بشرب الحليب كما في السابق، وأصبحوا يتخذون إجراءات احتياطية شديدة للوقاية من الشمس، تزيد عما كانت عليه خلال الثمانينيات والتسعينيات."
يضاف إلى ذلك، بحسب لوكر، "وجود تبدلات في مؤشر حجم كتلة الجسم لديهم، وهذا كله أدى إلى انخفاض نسبة فيتامين D مابين 7 إلى 12 في المائة، خلال السنوات العشرين الماضية، علماً بأن كل هذا قد لا يكفي لتفسير هذا الانخفاض الواضح في مستوى الفيتامين لديهم."
ولجأت لوكر وزملاؤها إلى استخدام نتائج الاستبيانات التي أجراها مركز الصحة والغذاء الوطني، لمقارنة مستوى فيتامين D في مصل الدم لدى 18 ألف مشترك، في فترة ست سنوات، امتدت من عام 1988 وحتى عام 1994، مع آخرين بلغ عددهم 21 ألف مشترك خلال الفترة بين عامي 2000 و2004، حيث ظهر الانخفاض واضحاً بنسبة 11 في المائة بين المجموعتين، وبالمقابل لم يظهر أي تبدلات في تلك المستويات لدى النساء.
وتعتبر الباحثة هذا الأمر مهماً، نظراً لأهمية دور نقص الفيتامين D في حدوث السرطان، وأمراض القلب، والاكتئاب، وزيادة الوزن.
كما تشير الدراسة إلى أن نسبة الدسم في الجسم ترتبط بشكل مطّرد مع مستويات فيتامين D في مصل الدم.
من ناحية أخرى، اعتبر الدكتور أنتوني نورمان، من جامعة "كاليفورنيا ريفر سايد"، أن التشجيع على تناول فيتامين D بصورة منتظمة، ليس منتشراً بصورة كافية بين الناس، مؤكداً على أن الاستخدام اليومي لفيتامين D مهم جداً للحفاظ على صحة جيدة.
ودعا في الوقت نفسه إلى مراجعة المقترح الذي اعتمد عام 1997 حول الكمية المسموح بها من هذا الفيتامين يومياً، خاصة بعد ما اتضح أن دوره لاينحصر فقط في تفاعله مع الكالسيوم، وأنسجة العظام.
وقال الدكتور نورمان "إن الدليل على أن فيتامين D له دور في عدد من الوظائف الفيسيولوجية لأجهزة الجسم، يستدعي أن نعيد تقييم المقدار الأعظمي المسموح به يومياً للفرد."
وأيّد نورمان ما أوردته لوكر حول أن الأشخاص ذوي المستويات القليلة من فيتامين D ترتفع احتمالات إصابتهم بمرض السرطان، مما يتوجب عليه تعميم هذه النتائج على الأطباء مختصي التغذية، لتنبيه مرضاهم إلى ذلك.