منتدى صناع النجاح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع التلاميذ إلى هذا الفضاء من أجل التحاور والتشاور وتبادل الأراء والمعلومات


    [color=red][size=12]الوصية السادسة: «ولا تفرّ من الزحف وإن هلكت وإن فر أصحابك»[/size][/color]

    avatar
    said moussaif 3/5


    المساهمات : 85
    تاريخ التسجيل : 16/02/2009

    [color=red][size=12]الوصية السادسة: «ولا تفرّ من الزحف وإن هلكت وإن فر أصحابك»[/size][/color] Empty [color=red][size=12]الوصية السادسة: «ولا تفرّ من الزحف وإن هلكت وإن فر أصحابك»[/size][/color]

    مُساهمة  said moussaif 3/5 الأحد مارس 22, 2009 5:01 am

    لقد وصف اللهُ الكفارَ بالجبن فقال: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر: 14]، والعلة: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ} [الحشر: 13]، وأعلمنا الله - تعالى - أن المؤمن الصابر يغلب عشرة من الكفار، ثم خفف عنا فجعل المؤمن الصابر يغلب اثنين من الكفار، قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ (65) الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 65، 66].

    ثم أعلمنا الله أن عاقبتنا دائمًا إلى الخير، فقال - تعالى -: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52] أي النصر أو الشهادة، فنحن دائمًا فائزون، فلا داعي للفرار إذن، ولذلك نهانا الله عنه فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16].

    وعدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الفرار من الزحف من المهلكات، فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: وما هنّ يا رسول الله؟ فذكرهنّ وعدّ منهن «الفرار يوم الزحف» [متفق عليه].

    ولقد ضرب رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المثل الأعلى في الثبات أمام العدو، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: غاب عمي أنس بن النضر - رضي الله عنه - عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينّ اللهُ ما أصنع، فلما كان يومُ أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني الصحابة- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء- يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ: الجنةُ وربّ الكعبة، إني أجد ريحها من دون أُحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع! قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربةً بالسيف أو طعنةً برُمح، أو رميةً بسهم، ووجدناه قد قُتل ومثَّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23].



    الوصية السابعة: «وأنفق من طولك على أهلك»

    الطّوْل معناه السعة والخير، ونفقة الأهل من الزوجة والأولاد ونحوهم واجبة، قال - تعالى -: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل في بيته راعٍ وهو مسئول عن رعيته» [متفق عليه].

    فيجب عليه القيام بهذه المسئولية خير قيام، ومنها النفقة على أهله مما آتاه الله، فإن حبس عنهم النفقة وبخل بها فقد أثم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» [حديث حسن].

    وإن أنفق عليهم أُجِر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة» [حديث حسن]. وقال لسعد بن أبي وقاص: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك» [متفق عليه].

    وكان - صلى الله عليه وسلم - يرغب في النفقة على الأهل والعيال فيقول: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك» [صحيح]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله» [صحيح].

    ولابد هنا من التنبيه على أدب من آداب النفقة وهو الاعتدال فيها بين البخل والإسراف، كما قال - تعالى -: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67].

    فالبخل الذي يفضي بالزوجة والأولاد إلى الخيانة بل إلى ارتكاب الجريمة أحيانًا ممنوع، وكذلك الإسراف والتبذير الذي يفضي بالأولاد إلى الفساد من التدخين وغيره ممنوع، فلابد أن يكون العائل عاقلاً يعطي بحذر، ويراقب عن كثب، ليعرف أين تذهب هذه الأموال؟ وماذا يصنع الولد بما يعطي من مال أبيه، حتى لا يفسده المال ولا يطغيه.

    الوصية الثامنة: «ولا ترفع عصاك عن أهلك»:

    فـ «علّق سوطك حيث يراه أهلك» حتى ينزجروا، فلا يتهاونوا بواجب، ولا يقعوا في محرّم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 2:25 pm