منتدى صناع النجاح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع التلاميذ إلى هذا الفضاء من أجل التحاور والتشاور وتبادل الأراء والمعلومات


    الوحشي في اللغة

    avatar
    soufiane hallaoui


    المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 08/02/2009
    العمر : 30
    الموقع : anassi

    الوحشي في اللغة Empty الوحشي في اللغة

    مُساهمة  soufiane hallaoui السبت مارس 21, 2009 2:27 pm

    كتاب كنز الفصاحة، وكتاب مناظرات في اللغة


    قال آل عبد الرحمن :

    الوحشي : كل شئ من دواب البر مما لا يستأنس ،وهو وحشي ،والجمع : وحوش ( اللسان – وحش) .

    والوحشي : هو الغريب من الألفاظ ، وهو " ما نفر عنه السمع " ( العمدة للقيرواني– ج1 ، ص 265) ، وسمي "وحشياً" نسبة إلى الوحش لنفارة وعدم تأنسه وتألفه .وربما قيل " الحوشي " نسبة الى " الحوش" وهي النفار .قال القلقشندي : " فالغريب والوحشي والحوشي كله بمعنى واحد " ( صبح الأعشى في صناعة الإنشاء لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي – ج 2 ، ص 213).

    ثم قال د.سالم آل عبدالرحمن : ومن شروط فصاحة اللغة أن لا تكون وحشية متوعرة ( ينظر سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي ، تحقيق عبد المتعال الصعيدي ص 69- الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى بن حمزة العلوي - ج 1 ، ص 115) ، وقد توقفنا مع ذلك في كتابنا " كنز الفصاحة " وفيه ذكرنا أن ابن الأثير كان قد جاء على معنى الوحشي فقال : " وهذا الكلام الذي نعدّه نحن في زماننا وحشياً لعدم الاستعمال ، فلا تظن ّ أن الوحشي من الألفاظ ما يكرهه سمعك ،ويثقل عليك النطق به ، وإنما هو الغريب الذي يقل استعماله " ( المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ج 1 ، ص 163) .

    وأضاف : ولا يميل معظم النقاد الى هذا النوع من الألفاظ ( وينظر في هذا الباب أيضاً لكفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب لضياء الدين بن الأثير وقد حققه د.نوري حمودي القيسي والدكتور حاتم الضامن وهلال ناجي – الموصل ، 1982).

    ثم أضاف : قال ابن سنان الخفاجي :" وقد رأيت أنا جماعة يتعمدون هذا، فقلت لهم : إن سُررتم بمعرفتكم وحشي اللفظ فيجب أن تغتموا بسوء حظكم من البلاغة "(سر الفصاحة ، ص 75) .

    وذكر الجاحظ أن الوحشي لا يصح إلا للبدوي "فان الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس ، كما يفهم السوقي رطانة السوقي ّ" (البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ – تحقيق عبد السلام محمد هارون -ج 1 ، ص 255) ،ودعا الى تجنب الوحشي والسوقي (المصدر السابق: ج 1 ، ص 255).

    والغرابة والوحشية نسبيتان " فقد يكون اللفظ مألوفاً متداول الاستعمال عند كل قوم في كل زمن، وقد يكون غريباً متوحشاً في زمن دون زمن ، وقد يكون متوحشاً عند قوم ،مستعملاً مألوفاً عند آخرين ( صبح الأعشى في صناعة الإنشاء لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي ).

    وقال آل عبدالرحمن : وقد ذكرتها مفصلاً في كتابي " مناظرات في اللغة " ، وكان ملخصها يأتي على نحو :

    الأول : المألوف المتداول الاستعمال عند كل قوم في كل زمن ،وهو ما تداول استعماله الأول ُ والآخر ُ من الزمان القديم والى زماننا كالسماء والأرض ،والليل والنهار ،والحر والبرد ،وما أشبه ذلك .وهو أحسن الألفاظ وأعذبها ،وأعلاها درة، وأغلاها قيمة ، إذ أحْسَنُ اللفظ ما كان مألوفاً متداولاً .وهذا لا يقع عليه اسم الوحشي بحال .

    الثاني: الغريب المتوحش عند كل قوم في كل زمن ، وهو ما لم يكن متداول الاستعمال في الزمن الأول ولا ما بعده نبل كان مرفوضاً عند العرب كما هو مرفوض عند غيرهم .ويسمى الوحشي الغليظ ،والعكر ، والمتوعر .

    الثالث : المتوحش في زمن دون زمن ، وهو ما كان متداول الاستعمال في زمن العرب ، ثم رفض وترك بعد ذلك . وبهذا لا يعاب استعماله على العرب ،لأنه لم يكن عندهم وحشياً ، ولا لديهم غريباً ،وإنما يعاب استعماله على غيرهم ممن قصُر فهمهم عنه ،وقلّت معرفتهم به .وقد كان كلام العرب مشحوناً به في نظمهم ونثرهم ،دائراً على ألسنتهم في مخاطباتهم ومحاوراتهم غير معيب ولا ملوم عليه ( مناظرات في اللغة – الفصل الثاني).

    الرابع : الغريب المتوحش عند قوم دون قوم ،وذلك ككلام أهل البادية من العرب بالنسبة الى أهل الحضر منهم ، فان أهل الحضر يألفون السهل من الكلام ويستعملون الألفاظ الرقيقة ،ولا يستعملون الغريب إلا في النادر ، وأهل البادية يألفون اللفظ الجزل ،ويميلون الى استعمال الغريب ( صبح الأعشى ج 2 – ص 215) وما بعدها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 8:20 am