منتدى صناع النجاح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع التلاميذ إلى هذا الفضاء من أجل التحاور والتشاور وتبادل الأراء والمعلومات


    موضوعية القرآن في تحريم الخمر

    avatar
    otmane najda


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 06/02/2009

    موضوعية القرآن في تحريم الخمر Empty موضوعية القرآن في تحريم الخمر

    مُساهمة  otmane najda الثلاثاء فبراير 10, 2009 7:14 am

    * موضوعية القرآن الكريم في تحريم الخمر :
    قصة تحريم الخمر موجودة في كتب التفسير وفي كتب أسباب النزول بروايات متعددة ومختلفة .. نذكر أحد الأحاديث التي وردت في كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير : ( قال الامام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة ، عن عمر بن الخطاب أنه قال لما نزل تحريم الخمر ، قال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في البقرة ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في سورة النساء ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : حي على الصلاة ، نادى : لا يقربن الصلاة سكران . فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في المائدة ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فلما بلغ قول الله تعالى : ( فهل أنتم منتهون ) قال عمر : انتهينا انتهينا ) ( انظر تفسير القرآن العظيم ج2 المائدة ) ...
    عملية تحريم الخمر جاءت على شكل خطوات وهذه الخطوات كانت تدريجية ، فأول آية نزلت في شأن الخمر قول الله عز وجل : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما .. ) ( البقرة 291 ) .. ثم جاء قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون ) ( النساء 43 ) .. ثم جاء قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله فهل أنتم منتهون ) ( المائدة 91 ) .
    شرب الخمر كان من عادات العرب اليومية ، فقد كان لها شأن خاص وهذا واضح في أشعارهم التي قيلت في وصف الخمر ولذتها .. وأمر له هذا الشأن وهذه المكانة في النفوس ، كيف استطاع الاسلام أن يوقفهم ويبعدهم عنه ..
    القرآن الكريم حل مشكلة شرب الخمر .. ولكن كيف ؟!
    تعامل القرآن الكريم مع قضية شرب الخمر بالموضوعية .. فقد علمنا في عملية تحريم الخمر كيف نبحث ونتعرف على جذور المشكلة ، وكيف ننظر إلى الأمور بشكل دقيق ، وكيف نجمع هذه التفصيلات والدقائق في إطار واحد ، وكيف نرى ما حول الاطار ، ثم كيف نتعامل مع هذا الموضوع المركب ..
    الواضح من الآية الأولى : ( يسألونك عن الخمر والميسر ... ) أنها اجابة لسؤال سئل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر والميسر ، ما حكمهما ؟
    تخيل معي .. سؤال يصدر عن حكم شيء متجذر في نفوس الناس وفي تصرفاتهم وعاداتهم .. ما حجم الضجة التي ستثار عند طرح مثل هذه الأسئلة ؟! .. تخيل لو كانت الإجابة بأن هذا التصرف أو الفعل حرام لا يجوز لكم أن تفعلوه وعليكم من هذه اللحظة أن تمتنعوا عنه !! تصور كيف ستكون الاستجابة لمثل هذا النهي غير المتدرج !!
    ولكن منهج القرآن مختلف ومتميز عن المناهج الأخرى ..
    يأتي القرآن معلماً النبي صلى الله عليه وسلم إجابة السؤال .. يأمره الله عز وجل أن يفصل في الاجابة وألا يجاوب جاوباً سريعاً عاماً ، لأن السؤال هنا عن موضوع خطير .. يقول الله عز وجل : ( ... قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس .. ) .. في هذه الآية يعلم القرآن البشرية النظرة التفصيلية للأمور عن طريق تحليل الجزئيات وفك المتشابكات ، فيقول لنا بأن الخمر – وهي الخمر – فيها مصالح ومفاسد ، فيها ضرر ومنافع ..
    ثم ينقلنا في الخطوة التالية إلى الرؤية الكلية لهذه الجزئيات ، وذلك في تجميعها مرة أخرى والنظر إليها كمركب .. يقول الله تعالى : ( .. وإثمهما أكبر من نفعهما .. ) .. ثم في خطوة أخرى يعلمنا القرآن الكريم كيف نوازن بين المصالح والمفاسد ، ويلفت إنتباهنا إلى أن العبرة بالأحجام لا بالأعداد .. فالاثم في الخمر كبير والمنافع متعددة وليست منفعة واحدة .. ولكن متى ما نظرنا إلى وزن الإثم ووزن المنافع رجحت كفة الاثم وطاشت كفة المنافع ..

    ثم تأتي الخطوة التالية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) .. يذكر القرآن الكريم الصلاة ، والتي يعلم المسلمون أنها عماد الدين ، وأن أول شيء يحاسب عليه الانسان الصلاة .. ويؤمر الناس ألا يقربوا ولا يؤدوا هذا الأمر العظيم وهم سكارى .. وهنا تبدأ عقولهم بالمقارنة وبالتفكير .. الخمر شيء محبب إلى النفس ، والصلاة أمر عظيم في الدين ، والله ينهانا أن نقرب الصلاة ونحن سكارى ، ثم يعلل النهي بـ ( .. حتى تعلموا ما تقولون ) .. لأننا عندما نسكر نهذي ولا ندري ما تقول .. هذا التفكير وتقليب الأمور والنظر فيها يبدأ بكسر الكثير من حواجز النفس وعوائق اللذة ..

    ثم تأتي الخطوة الأخيرة : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم ترحمون ) .. في هذه الآية يختم القرآن الكريم عملية تحريم الخمر ، بعد أن مهد لها بخطوات سابقة ، فكانت النتيجة هي أن الناس أهرقوا الشراب ، وكسروا القلال ، وتوضأ بعضهم ، واغتسل آخرون ..
    فاعتبروا يا أولو الألباب .....


    المرجو ردود
    Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 3:16 pm