منتدى صناع النجاح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع التلاميذ إلى هذا الفضاء من أجل التحاور والتشاور وتبادل الأراء والمعلومات


    الرعاية الصحية في الاسلام

    avatar
    fertoune
    زائر


    الرعاية الصحية في الاسلام Empty الرعاية الصحية في الاسلام

    مُساهمة  fertoune الخميس فبراير 19, 2009 6:19 am

    الرعاية الصحية في الاسلام

    من خصائص الفكر والتشريع الاسلاميين هي الاتزان والاعتدال والتوازن أزاء الجسم والعقل والروح والنفس. فقد كانت عنايته بالجسم ورعايته للصحّة البدنية فائقة، لذا شرّع للبدن حقوقاً طبيعية أوجبها على الفرد نفسه، وعلى الدولة والهيئة الاجتماعية في حال عجز الفرد عن أداء واجباته تجاه البدن. فللبدن حقّ الطعام والشاب واللباس والعلاج والسكن، إضافة إلى الراحة والنوم والوقاية...الخ.
    ويتحدّث القرآن عن الطعام والغذاء والعناية بحاجة الجسد فيثبت أنّ توفير الامن الغذائي حقّ للانسان، وأنّه جزء من نظام الوجود، وقد بينت الاية الكريمـة هذا المعنى بنصّها الذي تحدّث عن الارض والرزق فيها فقال:
    (وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّام سواء للسائلين). (فصّلت/10)
    وفي مورد آخر من كتاب الله نجد توضيحاً لهذه الحقيقة لادم أبي النوع البشري بقوله:
    (إنّ لكَ ألاّ تجوع فيها ولا تعرى* وأنّك لا تظمأُ فيها ولا تضحى). (طه/118 ـ 119)
    شرّع كلّ ذلك ووضع القوانين والانظمة اللازمة لتوفير الحاجة الغذائية للانسان، كأحكام الزكاة التي فرضت في الموادّ الغذائية، والقمح والشعير والتمر والزبيب والاغنام والابقار والابل كما فرضت في النقد واستحبّت في باقي الحبوب والثمار...الخ. وحمل القران على الذين يكنزون الذهب والفضّة والمال، ويحرمون الاخرين من التمتّع بما يحتاجونه من طعام وشراب، وسمّى الفقراء بالمحرومين، وأثنى على الذين يجعلون جزءاً من مالهم لحلّ مشاكل المحرومين فقال:
    (وفي أموالهم حقّ للسائل والمحروم). (الذاريات/19)
    ولكي لايتلاعب الجشعون وأعداء الانسانية بقوت الطبقات الفقيرة حرّم الاسلام احتكار الطعام، وأعطى الدولة والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر والعاملين في حقول الحسبة صلاحية المنع من الاحتكار وإرغام المحتكر على عرض الطعام المحتكَر في الاسواق لتتوفّر المادّة الغذائية، وتنخفض الاسعار بكثرة العرض.
    ومما نقرأ من توجيهات صحّية وعناية بالغذاء نكتشف عناية التشريع والفكر الاسلاميين بالثقافة الغذائية والتربية الصحّية، فنجد الحثّ على تناول الاطعمة والاغذية التي تحقق نموّ الجسم نموّاً صحّياً وتوفّر له المناعة ضدّ الامراض وعوامل الضعف.
    ويمكننا أن نلخّص منهاج الاسلام وعنايته بالصحّة البدنية بالاتي:
    1 ـ العناية بالتغذية وحثّ الابوين لاسيما المرأة الحامل والمرضع على تناول بعض الاغذية للحفاظ على صحّة الحمل واكسابه الصفة الجمالية، والتأكيد على العناية بغذاء الصبي لما للتغذية من أثر في صحّة الحمل وسلامة بنية الناشئة وجمال الصورة.
    ونستطيع أن نلمس حقيقة حضارية هامّة،وهي أنّ اهتمام الاسلام بفقه الاغذية لايقل عن اهتمامه بفقه العبادة والتنظيم الاجتماعي،نجد ذلك واضحاً فيما ورد من روايات وأحكام(2).
    وهناك عشرات التوصيات تتناول الفواكه والخضراوات وأنواع اللحوم والبقول، داعية إلى الاهتمام بتغذية البدن والحفاظ على التوازن الغذائي والبنية البدنية.
    2 ـ تحريم المأكولات والمشروبات والممارسات الضارّة بصحّة الجسم، ولعلّ أبرز ما في المنهاج الاسلامي وفقهه الصحّي لحفظ الصحّة وتوفير الامن الصحّي هو تحريمـه للاطعمـة والاشربة والممارسات الضارّة بالجسم.
    فقد حرّم الاسلام الخمر والمخدّرات والزنى واللواط والمساحقة وسمسرة الفواحش الجنسية والدم ولحم الخنزير وكثيراً غيرها، كما حرّم كل مامن شأنه الاضرار بالبدن عملاً بقاعدة (لاضرر ولاضرار) التي وردت في قول الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله).
    وفي جواب الامام الباقر (عليه السلام) لاحد سائليه نجد تحليلاً علمياً لحكمة الاباحة والتحريم، قال السائل: قلت: لم حرّم الله الخمر والميتة ولحم الخنزير والدّم؟ فقال:
    (إنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم ذلك على عباده، وأحلّ لهم ماوراء ذلك من رغبة فيما أحـلّ لهم ، ولا زهـد فيما حرّمه عليهم، ولكنّه خلق الخلق فعلم ماتقوم به أبدانهم ، ومايصلحهم، فأحلّه لهم وأباحه لهم، وعلم مايضرّهم فنهاهم عنه، ثـمّ أحلّه للمضطرّ في الوقت الذي لايقوم بدنه إلاّ به).
    وإذن فملاك الاباحة هو: (ماتقوم به أبدانهم، ومايصلحهم فأحلّه لهم). وملاك التحريم هو: (وعلم مايضرّهم فنهاهم عنه).وقد أثبتت الدراسات والابحاث العلمية أنّ أخطر أمراض البشرية المعاصرة سببها الخمر والممارسات الجنسية الشاذّة وغير المشروعة، كالزنى وغيره من أنواع الفساد الاخلاقي.ولعلّ كارثة الايدز أو مرض (السيدا) هو أفدح كارثة مرعبة تهدد حياة البشرية والتي سببها الممارسات الجنسية الشاذّة.أمّا أمراض الخمر والمخدرات وأضرارها الصحيّة فتعتبر من أفدح أنواع الامراض وأخطرها على الصحّة وسلامة المجتمع. وتلك الامراض لا تضرّ بالصحة وحسب بل وتضرّ بالوضع الاقتصادي والامني، فكثير من جرائم القتل والاغتصاب وحوادث السيّارات سببها الخمور والمخدّرات.وكم تبذل الدول والحكومات من جهود وأموال لمكافحة الخمر والمخدرات دون جدوى.
    3 ـ النهي عن الاسراف: ومن الممارسات الخطرة على صحّة الجسم هو الاسراف في الطعام والشراب والجنس... الخ، فكثير من الامراض الجسدية سببها الشراهة والانسياق وراء الشهوة، والاسراف في تناول الاطعمة والاشربة، لذلك نهى القرآن عن الاسراف في الطعام والشراب وغيره، فقال تعالى: (كلوا واشربوا ولا تُسرِفوا).
    وورد عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله):
    (ما ملا ابن آدم وعاء شرّاً من بطنه).
    كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله)Sadالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
    وبهذه التشريعات الصحّية وتوعية الانسان أضرار الاسراف ونهيه عنه وضع الاسلام أبرز الوصايا للحفاظ على الصحّة، وهي وصايا الوقاية من المرض، عملاً بالحكمة المشهورة:
    (الوقاية خيرٌ من العلاج).

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 8:55 am