منتدى صناع النجاح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع التلاميذ إلى هذا الفضاء من أجل التحاور والتشاور وتبادل الأراء والمعلومات


    معنى نزول القرآن على سبعة أحرف

    mahdi hor
    mahdi hor


    المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 16/02/2009
    العمر : 29
    الموقع : www.3alamariyada.ahlamontada.com

    معنى نزول القرآن على سبعة أحرف Empty معنى نزول القرآن على سبعة أحرف

    مُساهمة  mahdi hor السبت مارس 28, 2009 5:11 am

    [size=25]نزول القرآن على سبعة أحرف
    يهمنا بعد الذي أسلفنا إليك أن نبين لك معنى الجملة الشريفة : << إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف >> . فإليك :
    أما لفظ القرآن فقد أشبعنا كلاما في المبحث الأول . و أماالإنزال فقد استوفيناه تحقيقا في المبحث الثالث . و أما السبعة فقد علمت في الشاهد الثاني من الشواهد الماضية أن المراد حقيقتها ، و هي : العدد المعروف في الآحاد بين الستة و الثمانية . و أما الأحرف فجمع حرف ، و الحرف يطلق على معان كثيرة ، أتى عليها صاحب القاموس إذ يقول ما نصه : << الحرف من كل شيء طرفه ، و شفيره ، و حده ، و من الجبل أعلاه المحدد ، و واحد حروف التهجي ، و الناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة ، و مسيل الماء ، و لآرام سود ببلاد سليم . و عند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم و لا فعل : << و من الناس من يعبد الله على حرف >> أي : وجه واحد ، و هو أن يعبده على السراء لا على الضراء ، أو على شك ، أو على غير طمأنينة من أمره ، أي : لا يدخل في الدين متمكنا .
    << و نزل القرآن على سبعة أحرف >> : سبع لغات من لغات العرب . << و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه و إن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر . و لكن معناه أن هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن >> اهـ بتصرف قليل . و هذه الإطلاقات الكثيرة تدل على أن لفظ الحرف من قبيل المشترك اللفظي يراد به أحد معانيه التي تعينها القرائن و تناسب المقام .


    و أنسب المعاني بالمقام هنا في إطلاقات لفظ الحرف أنه الوجه بالمعنى الذي سنقصه عليك ، لا بالمعنى الذي ذهب إليه صاحب القاموس و غيره من أنه اللغة أو غيرها . فسيأتيك تفنيد هذه الآراء بعد .
    ثم إن كلمة ( على ) في قوله صلى الله عليه و سلم : << أنزل القرآن على سبعة أحرف>> تشير إلى أن المسألة على هذا الشرط من التوسعة و التسيير ، أي : أنزل القرآن موسعا فيه على القارئ أن يقرأه على سبعة أوجه ، يقرأ بأي حرف أراد منها على البدل من صاحبه ، كأنه قال : أنزل على هذا الشرط و هذه التوسعة .
    و ليس المراد أن كل كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه ، إذا لقال صلى الله عليه و سلم إن هذا القرآن أنزلَ سبعةَ أحرف ، بحذف لفظ ( على ) . بل المراد ما علمت من أن هذا القرآن أنزل على هذا الشرط و هذه التوسعة ، بحيث لا تتجاوز وجوه الاختلاف سبعة أوجه ، مهما كثر ذلك التعدد و التنوع في أداء اللفظ الواحد ، و مهما تعددت القراءات و طرقها في الكلمة الواحدة ، فكلمة << مالك يوم الدين >> التي ورد أنها تقرأ بطرق تبلغ السبعة أو العشرة ، و كلمة << و عبد الطاغوت>> التي ورد أنه تقرأ باثنتين و عشرين قراءة ، و كلمة <<أف >> التي أوصل الرماني لغاتها إلى سبع و ثلاثين لغة ، كل أولئك و أشباه أولئك لا يخرج التغاير فيه على كثرته عن وجوه سبعة .


    * * * * * *
    الوجوه السبعة في المذهب المختار
    بقي علينا أن نتساءل : ما هي تلك الوجوه السبعة التي لا تخرج القراءات عنها مهما كثرت و تنوعت في الكلمة الواحدة ؟
    هنا يحتدم الجدال و الخلاف ، و يكثر القيل و القال .
    و الذي نختاره – بنور الله و توفيقه – من بين تلك المذاهب و الآراء هو ما ذهب إليه الإمام أبو الفضل الرازي في اللوائح ، إذا يقول :
    " الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف
    الأول : اختلاف الأسماء من إفراد ، و تثنية ، و جمع ، و تذكير ، و تأنيث
    الثاني : اختلاف تصريف الأفعال من ماض ، و مضارع ، و أمر .
    الثالث : اختلاف وجوه الإعراب .
    الرابع : الاختلاف بالنقص و الزيادة .
    الخامس : الاختلاف بالتقديم و التأخير .
    السادس :الاختلاف بالإبدال
    السابع : اختلاف اللغات << يريد اللهجات >> كالفتح و الإمالة ـ و الترقيق و التفخيم ، و الإظهار و الإدغام و نحو ذلك" . اهـ
    غير أن النقل كما ترى لم يشفع لنا بتمثيل فيما عثرنا . – فضلت عدم ذكر الأمثلة طلبا للاختصار و من أرادها فعليه بالكتاب –

    * * * * * *
    لماذا اخترنا هذا المذهب
    و إنما اخترنا هذا المذهب لأربعة أمور :
    أحدها : أنه هو الذي تؤيده الأدلة في الأحاديث العشرة الماصية و ما شابهها .
    ثانيها : أنه هو الراجح في تلك الموازين التي أقمناها شواهد بارزة من تلك الأحاديث الواردة . فارجع النظر إليها ، و لا داعي لإعادتها . أما المذاهب الأخرى فسترى أن التوفيق أخطأها في رعاية تلك الأدلة أو بعضها ، و ستطيش بين يديك في موازين هذه الشواهد قليلا أو كثيرا .
    ثالثا : أن هذا المذهب يعتمد على الاستقراء التام لاختلاف القراءات و ما ترجع إليه من الوجوه السبعة بخلاف غيره فإن استقراءه ناقص أو في حكم الناقص . فكلمة <<أف >> التي أوصلها الرماني إلى سبع و ثلاثين لغة يمكن رد لغاتها جميعا إلى هذه الوجوه السبعة و لا تخرج عنها . و كذلك الاختلاف – في اللهجات – و هو اختلاف شكلي يرد ٌ إليها و لا يخرج عنها . بخلاف الآراء الأخرى فإنه يتعذر أو يتعسر الرجوع بالقراءات كلها إليها . و ليس من صواب الرأي أن يحصر النبي صلى الله عليه و سلم الأحرف التي نزل عليها القرآن في سبعة ثم نترك نحن طرقا في القراءات المروية عنه دون أن نردها إلى السبعة ، لأن ذلك يلزمه أحد خطرين : فإما أن تكون تلك الطرق المقروء بها غير نازلة ، و إما أن يكون هنا حرف نازل وراء السبعة الأحرف التي نزل عليها القرآن ، و يكون الحصر في كلام الرسول صلى الله عليه و سلم غير صحيح . و كلا هذين خطأ عظيم و إثم كبير .
    رابعها : أن هذا الرأي لا يلزمه محذور من المحذورات الآتية التي يستهدف لها الأقوال الأخرى ، و سنزجيها إليك قريبا ، فاصبر و ما صبرك إلا بالله .
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 7:32 am